كيف يتلاعب بك النرجسي دون أن تشعر؟
النرجسي ليس مجرد شخص أناني أو محب لذاته بشكل مبالغ فيه، هو أذكى بكثير مما قد تظن. سلاحه الأساسي ليس الصراخ أو الجدال، بل التجاهل المدروس واللعب على أوتار مشاعرك حتى تفقد توازنك بنفسك.
اللعبة تبدأ من الصمت
حين يتجاهلك النرجسي، فهو لا يفعل ذلك بالصدفة أو بسبب انشغاله. بل يفعلها بحساب دقيق:
-
يوم يتحدث معك بحميمية.
-
يومين يتجاهلك كأنك غير موجود.
هذه الحالة من التواصل المتقطع تعيد برمجة عقلك، فتجعلك دائم التساؤل: "هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟ ماذا يريد مني؟ كيف أصلحه؟"
عقلك يتحول إلى ساحة معركة
ببطء، تبدأ في لوم نفسك بدلًا من رؤية الحقيقة. تصبح في حالة قلق دائم، تفكر فيما يجب أن تقوله أو تفعله لتجنب انفجار جديد أو ليلة باردة من التجاهل. وكأنك تسير على قشر بيض لا ينكسر أبدًا.
الانفجار الحتمي
لكن لا أحد يستطيع التحمل إلى الأبد. سيأتي يوم تنفجر فيه، وتخرج كل المشاعر المكبوتة دفعة واحدة: الغضب، الألم، الإحباط. والمفارقة؟ النرجسي سيقف متفرجًا بابتسامة خفية، لأنه هو من أوصلك إلى تلك اللحظة، ثم سيستخدم انفجارك كدليل ضدك: "أنت مجنون… أنت من تبالغ دائمًا."
الحقيقة التي يجب أن تعرفها
ما يفعله النرجسي بك ليس حبًا ولا اهتمامًا. إنه تجريدك من ذاتك، خطوة بخطوة. يجعلك تعتقد أن قيمتك تُقاس بمدى رضاهم عنك، وأنك المسؤول عن كل تقلباتهم المزاجية.
كيف تتحرر؟
-
أول خطوة: اعترف أن هذا ليس طبيعيًا. الحب الحقيقي لا يجعلك تعيش في خوف دائم من أن تُرفض أو تُتجاهل.
-
ثاني خطوة: استعد صوتك الداخلي. ذكّر نفسك أنك لست السبب في جروحهم ولا في تصرفاتهم.
-
ثالث خطوة: ضع حدودًا واضحة، حتى لو كان الثمن الابتعاد.
في النهاية، النرجسيون يتغذون على ردود فعلك السلبية. الصمت عندك ألم، لكنه عندهم غذاء. وحين تدرك هذه الحقيقة، ستبدأ رحلتك الحقيقية نحو التحرر من دوامة السيطرة.