السياسة السودانية بين "التناطح الرمزي" وغياب البرامج 🎭
السياسة السودانية تُدار عبر التناطح الرمزي لا عبر البرامج الواقعية
خلونا الليلة ناخد الكلام دا كعنوان لحديثنا: السياسة السودانية في جوهرها ما قايمة على برامج اقتصادية أو حلول عملية، بل على رموز وأيديولوجيات تتناطح فوق رؤوس الناس، بينما الأزمات تزداد في الواقع.
البعد الديني والاجتماعي
المجتمع السوداني متدين بطبيعته، والدين بالنسبة ليهو ما مجرد عقيدة شخصية، بل هوية جمعية بتحدد الانتماء والكرامة.
عشان كدا أي خطاب سياسي يستهين أو يسخر من الدين بيتفهم كأنه إهانة مباشرة للناس كلهم، مش مجرد اختلاف فكري.
مثال:
في انتخابات سابقة، الإسلاميين رفعوا شعارات زي "الجهاد" و"الشريعة"، بغض النظر عن التطبيق، لكن دي لامست وجدان الناس وربطتهم بالمشروع.
في المقابل، بعض الأصوات المعارضة حاولت تقدم نفسها بطرح "حداثي" يصادم الدين مباشرة، فخسرت شريحة كبيرة من الشعب.
خطاب الإسلاميين: اللعب على الوتر الديني
الإسلاميون بارعين في توظيف الرمزية الدينية.
بيستخدموا كلمات زي "الشهادة"، "الجهاد"، "الأمة"، "التمكين".
بيوصلوا رسالة: نحن مع الله، ومن يعارضنا ضد الدين.
حتى لو كانوا متهمين بالفساد، الخطاب الديني بيعمل ليهم حصانة وسط الناس.
دا الخطاب الرمزي الأول.
خطاب المعارضة: معركة مع الرموز بدل الواقع
المعارضة بدلاً من مواجهة الإسلاميين ببرامج عملية (اقتصاد، تعليم، صحة)، وقعت في نفس الفخ.
سخروا من "شعارات الجهاد".
استهزأوا بفكرة "الشهادة".
قدموا أنفسهم كبديل "حداثي" ضد "الرجعية".
لكن دا خلّى ناس كتيرة تشوفهم كأنهم أعداء لهوية المجتمع، بدل ما يكونوا بديل سياسي عملي.
أوجه التشابه بين الطرفين
رغم اختلاف الشعارات، إلا أن الإسلاميين والمعارضة اتفقوا في شيء أساسي:
الاتكاء على الرموز والأيديولوجيا.
إهمال البرامج الواقعية.
الإسلامي يقول: "نحن مع الدين".
المعارض يقول: "نحن مع الحداثة ضد الخرافة".
لكن الاتنين ما قدموا للشعب حلول واضحة للأزمات اليومية:
كيف يعيش المواطن؟
كيف يتعالج؟
كيف يتعلم؟
كيف الاقتصاد يتصلح؟
النتيجة
السياسة بقت ساحة صراع رمزي:
منو أكثر إسلامية؟
منو أكثر "حداثة"؟
بينما الواقع ينهار:
التضخم، الفساد، انعدام الخدمات، الحروب.
الخلاصة
لو عايزين نخرج من الدوامة دي، لازم نتحول من التناطح الرمزي إلى البرامج الواقعية.
الناس محتاجة تسمع عن حلول عملية:
برنامج اقتصادي واقعي.
سياسات زراعية واضحة.
إصلاح التعليم والصحة.
مش بس شعارات بتلعب على العاطفة.