لماذا يمنحنا التفاعل مع الحيوانات الأليفة شعورًا بالسعادة؟
هل لاحظت يومًا الشعور الدافئ الذي يغمرك عندما تلاعب كلبك أو قطتك؟ وفقًا لإيكهارت تول، فإن مداعبة الحيوانات الأليفة تمنح الإنسان لحظات من الفرح العميق والسلام الداخلي. لكن لماذا يحدث هذا بالضبط؟
العيش في اللحظة الحالية
عندما نلمس أو نداعب حيوانًا أليفًا، فإننا ندخل تلقائيًا في حالة الحضور الكامل في اللحظة الحالية. هذا يعني أن "ثرثرة" العقل المستمرة — تلك الأفكار التي تقلقنا بشأن الماضي أو المستقبل — تُخمد مؤقتًا. في هذه اللحظة، كل ما يهم هو شعورنا مع الحيوان، وحركة جسده، ودفء لمسته.
الحيوانات الأليفة والبراءة الطبيعية
الحيوانات، مثل الكلاب والقطط، لا تعيش في الماضي ولا تقلق بشأن المستقبل. هي ببساطة موجودة في اللحظة، وتعيش حالة يسميها تول "الوجود"، وهي جوهر السلام الداخلي. هذه البراءة والبساطة تجعلها مرايا طبيعية لحالة من الصفاء التي يصعب علينا نحن البشر الوصول إليها بسهولة.
اللمس الجسدي والفرح العميق
التفاعل الجسدي مع الحيوانات الأليفة — مثل المداعبة أو العناق — لا ينقل فقط دفء جسدها، بل يخلق شعورًا بالفرح والترابط. الدراسات تشير أيضًا إلى أن هذا التفاعل يطلق هرمونات السعادة مثل الأوكسيتوسين، الذي يعزز الشعور بالثقة والراحة.
تجاوز "الأنا" والدخول في حالة اتصال
الحيوان الأليف يعيش في حالة وعي تسمى "الوعي ما قبل الأنا"، أي أنه غير مثقل بالوعي الذاتي، الآراء أو الأحكام. عندما نتفاعل معه، نتجاوز حدود الأنا البشرية، ونختبر شعورًا بالسكينة والاتصال العميق. وهذا يفسر أيضًا لماذا نفرح عند اللعب مع الأطفال؛ فهم يمتلكون نفس البراءة والبساطة التي تخلو من الأحكام المسبقة.
خلاصة
التفاعل مع الحيوانات الأليفة ليس مجرد متعة بسيطة، بل هو تدريب طبيعي لعقلنا على العيش في اللحظة، والتحرر من القلق، والشعور بالسكينة الداخلية. لذا، في المرة القادمة التي تداعب فيها كلبك، تذكر: أنت لا تمنحه السعادة فقط، بل تمنح نفسك أيضًا لحظة حقيقية من الهدوء والفرح.