في مواجهة الكوليرا ودمار الحرب.. رئاسة الوزراء تضع خارطة طريق عاجلة لإنقاذ القطاع الصحي

 



في وقت تخوض فيه البلاد معركة مصيرية، تبرز معركة أخرى لا تقل ضراوة، عدوها صامت وفتاك: وباء الكوليرا وآثار الحرب المدمرة على القطاع الصحي. هذا هو الملف الشائك الذي تصدر طاولة رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، الدكتور كامل إدريس، الذي وضع الوضع الصحي الحرج في البلاد تحت المجهر في اجتماع حاسم ببورتسودان.

خلال لقائه بوكيل وزارة الصحة، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، عُرضت صورة بانورامية للوضع الصحي المتردي، خاصة في المناطق التي عانت من انتهاكات المليشيا. لكن وسط هذه الصورة القاتمة، بزغ ضوء أمل تمثل في انحسار كبير لوباء الكوليرا، بفضل تدخلات مكثفة وجهود جبارة نجحت في محاصرة المرض وتقليل عدد الحالات بشكل ملحوظ.

لم يكن اللقاء مجرد استعراض للمشكلات، بل كان منطلقًا لرسم خارطة طريق للتعافي. فقد أصدر رئيس الوزراء توجيهات فورية وصارمة، على رأسها وضع خطة عاجلة لإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية التي دمرتها الحرب، مع إعطاء أولوية قصوى لولاية الخرطوم. كما شدد على ضرورة تحصين مستقبل السودان عبر الاهتمام بملف الأطفال وبرامج التطعيم، وفتح الباب أمام "الجيوش البيضاء" بتسهيل إجراءات استيعاب الكوادر الطبية.

وهكذا، بينما تدوي أصوات المدافع في أجزاء من البلاد، تنطلق معركة أخرى هادئة ولكنها حاسمة في أروقة المستشفيات والمراكز الصحية، معركة هدفها ليس فقط القضاء على وباء، بل إعادة بناء أمل وشفاء لوطن مثقل بالجراح

تعليقات