السودان بين الحرب والسلام: قراءة في المشهد السياسي واحتمالات المستقبل


منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يعيش السودان واحدة من أعقد أزماته السياسية في تاريخه الحديث. واليوم، ونحن في منتصف 2025، يقف البلد على مفترق طرق، بين استمرار الحرب أو الدخول في مسار سياسي جديد قد يعيد الأمل لملايين المواطنين. لكن، في حال توقفت الحرب، أي الأطراف السياسية سيكون لها النصيب الأكبر في أي انتخابات قادمة؟


المشهد السياسي الراهن

الوضع السياسي في السودان اليوم يتسم بالانقسام الحاد وانعدام الثقة بين القوى المتصارعة.

  • الجيش السوداني: يقوده الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ويطرح نفسه كحامي وحدة البلاد وضامن لسيادتها، مع خطاب وطني يركز على مواجهة "التمرد".
  • قوات الدعم السريع: بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وتتبنى خطاباً يدّعي محاربة "الدولة العميقة" والسعي لتغيير هيكل السلطة.
  • القوى المدنية: ممثلة في أحزاب تقليدية مثل حزب الأمة، الحزب الاتحادي الديمقراطي، والحزب الشيوعي، إضافة إلى قوى الثورة ولجان المقاومة. هذه القوى تجد نفسها اليوم ضعيفة التأثير في ظل الحرب، لكنها تراهن على استعادة زمام المبادرة إذا عاد المسار السياسي.

الأطراف المتنازعة وتأثيرها على أي انتخابات قادمة

في حال توقفت الحرب وعاد السودان إلى مسار ديمقراطي، فإن فرص كل طرف ستعتمد على عوامل عدة:

  • الجيش السوداني سيحظى بتأييد في المناطق التي ترى فيه الضمانة للأمن والاستقرار، خاصة في الشمال والشرق.
  • قوات الدعم السريع قد تحافظ على نفوذها في بعض مناطق دارفور وكردفان إذا بقيت كوحدة سياسية وعسكرية متماسكة.
  • القوى المدنية ستكون أمام فرصة ذهبية إذا استطاعت توحيد صفوفها وتقديم برنامج سياسي واقتصادي جذاب، خاصة أن غالبية السودانيين أنهكتهم الحرب وقد يبحثون عن بديل غير عسكري.

سيناريوهات الانتخابات

  • سيناريو فوز الجيش: إذا ظلت البيئة الانتخابية مرتبطة بالخطاب الأمني وهاجس الانفلات، فقد يحظى الجيش بالأولوية.
  • سيناريو فوز الدعم السريع: غير مرجح على المستوى القومي، لكن ممكن في مناطق نفوذهم.
  • سيناريو القوى المدنية: في حال تحققت تسوية شاملة وتوفرت ضمانات انتخابية نزيهة، فإن القوى المدنية قد تحصد أغلبية أصوات السودانيين الباحثين عن السلام والتنمية.

الخلاصة

السودان يقف أمام مفترق تاريخي، حيث يتحدد مستقبل البلاد بين الحرب والسلام. وأي انتخابات ستقام بعد توقف القتال لن تكون مجرد سباق سياسي، بل اختباراً حقيقياً لإرادة السودانيين في بناء دولة ديمقراطية عادلة. لكن النجاح في ذلك يتطلب مصالحة وطنية شاملة، وتفكيك البنية المسلحة خارج إطار الدولة، وضمان بيئة انتخابية حرة وآمنة.


أنا أقدر أضيف لهذا المقال خريطة تفاعلية توضح مناطق نفوذ كل طرف أو إنفوغرافيك ملخص لسيناريوهات الانتخابات ليكون جذاباً للمدونة.
تحب أعمل لك النسخة المعززة بالصور والرسوم؟

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق